خطبة الجمعة - أسرار سورة الكهف

خطبة الجمعة اﻷسبوع الماضي من أجمل ما سمعت في حق سورة الكهف ، حيث جميعا نعلم أن لها من الفضائل الكثير حيث تكون نورا لقارئها ما بين الجمعتين ، كما تحمي من فتنة المسيح الدجال. لكن السؤال لم كان هذا الاختيار لسورة الكهف لتكون نورا لقارئها وحامية لحافظها من فتنة المسيح الدجال ؟

للاجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف أن السورة تضمنت أربع قصص يجمعها معنى واحد وهو الفتنة وأسباب النجاة منها

  • القصة اﻷولى : فتنة الدين في قصة أهل الكهف ، وأسباب النجاة من فتنة الدين هي الثبات على المبدأ ، وملازمة الصحبة الصالحة، مع مجانبة أهل الغفلة وأتباع الهوى، وتذكر الآخرة.
  • القصة الثانية : فتنة المال في قصة صاحب الجنتين ، وأسباب النجاة من فتنة المال هي القناعة والزهد وفهم حقيقة الدنيا وغرورها، وتذكر الآخرة. ولينظر بعدها إلى الدار بالآخرة وشدة الحساب والكتاب الذي يحصي الصغيرة والكبيرة ؛ كما يحصي التجار في الدنيا المال ويرصدونه.
  • القصة الثالثة : فتنة العلم في قصة موسى علية السلام مع الخضر ، وأسباب النجاة من فتنة العلم هي نسبة العلم لله تعالى ، والتواضع للحق والخلق، وعدم الغرور بالعلم.

  • القصة الرابعة : فتنة الحكم في قصة ذي القرنين ، وأسباب النجاة من فتنة السلطان هي الملك الصالح الذي لم يتجبر بسلطانه ، ولم يستعل على الناس بقوته ؛ بل قام بإحقاق الحق ، وإزهاق الباطل ، وإقامة العدل ، ورفع الظلم ، ونصر المظلوم ، والحكم بالشريعة العادلة.

ومن اللطائف والحكم أن الفتن الأربع المذكورة في السورة اجتمعت في الدجال: فهو فتنة في الدين، إذ يفتن الناس في دينهم، ويدعوهم إلى الشرك، ويقهرهم عليه. وهو فتنة في المال إذ يمر بالخربة فتتبعه كنوزها، ويأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت. وهو فتنة في العلم إذ يخبر الرجل عن أبيه وأمه ، ويقطع الرجل بسيفه حتى يمشي بين نصفيه ثم يدعوه فيأتي بأمر الله تعالى. وهو في فتنة في السلطان، إذ تدين له الممالك، ويعيث في الأرض فسادا ، وما من بلد إلا يبلغها سلطانه إلا مكة والمدينة.

فقراءة سورة الكهف تكون سبباً للنجاة من جميع فتن الدجال.

اختيار اسم السورة بالكهف مناسب لمقصوها ومعانيها ، حيث أن الكهف هو ستر ووقاية لمن بداخلة من الريح والشمس والمطر وغيره ، والمقصود هو الوقاية من الفتن المختلفة.

تعليقات