ظالم من الدرجة اﻷولى .. قصة مؤثرة

قناة الرحمة .. قناة إسلامية هادفة .. تتميز بالدعاة والعلماء الذين لا تمل حديثهم من أمثال الشيخ محمد حسان. الشيخ عبد الوهاب الداودي يقدم برنامج خطباء المستقبل حيث يستضيف عدد من الدعاة الناشئين والذين يجيدون فن الخطابة.


مقطع صغير من حلقة يوم 19-3-2011 التي بثت في برنامج خطباء المستقبل على قناة الرحمة ، للشيخ الصغير محمد جعفر الذي كان يروي قصة الحجاج اﻷمير الظالم مع التابعي الجليل سعيد بن جبير. بصراحة عندما شاهدته وسمعته لامس خطابه قلبي وعقلني وشدني إليه لروعه كلامه وبيانه وأسلوبه المؤثر.

أحداث قصة الحجاج مع سعيد بن جبير : (اعلم أخي القارئ للقصة أن السمع والمشاهدة أعظم وأبلغ تأثيرا في النفس)

أحد أعلام التابعين الفقيه العالم والعابد سعيد بن جبير ، كان ممن يعارض حكم الحجاج بن يوسف الثقفي (في عبد الملك بن مروان) الذي يأخذ بالشبهات ويلجور ويتجبر ويقوم بإذلال المسلمين ، لا يسمع من يعارض أو ينصح.

خطب الحجاج بن يوسف فى الناس و صلى بهم الجمعة ثم مشى بجانب سجنه فبكى السجناء، و رفعوا أصواتهم بالبكاء، عله أن يسمعهم فيرحمهم، فسمعهم ثم قال لهم : (اخسئوا فيها ولا تكلمون).

ثم أمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم، لا أعاد الله صباحه على المسلمين، في يوم فجع منه الرجال والنساء والأطفال .. وصل الجنود إلى بيت سعيد، فطرقوا بابه بقوة، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف، ففتح الباب، فلما رأى وجوههم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل ، ماذا تريدون ؟
قالوا : الحجاج يريدك الآن
قال: انتظروا قليلاً، فذهب، واغتسل، وتطيب، وتحنط، ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام، والعزة التي لا ترام، اكفني شرّه
فأخذه الحرس، وفي الطريق كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، خسر المبطلون

ودخل سعيد على الحجاج، وقد جلس مغضباً، يكاد الشرّ يخرج من عينيه
قال سعيد: السلام على من اتبع الهدى – وهي تحية موسى لفرعون
قال الحجاج: ما اسمك؟
قال سعيد: اسمي سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير
قال سعيد: أمي أعلم إذ سمتني
قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك
قال سعيد: الغيب يعلمه الله
قال الحجاج: ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم؟
قال سعيد: نبي الهدى، وإمام الرحمة
قال الحجاج: ما رأيك في علي؟
قال سعيد: ذهب إلى الله، إمام هدى.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟
قال سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين
قال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتتقي به من غضب الله ، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت !
قال الحجاج : عليّ بالعود والجارية. فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني، فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب
قال الحجاج: مالك، أطربت؟
قال سعيد: لا، ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له، وعودٌ قطع وجعل في المعصية
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور، ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن إذن؟
قال سعيد: اختلفت القلوب وما استوت
قال الحجاج: لأبدلنك من الدينار ناراً تلظى
قال سعيد: لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله
قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة
قال الحجاج: اقتلوه.
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين
قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة
قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله - البقرة:115
قال الحجاج: اطرحوا أرضاً
قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى - طه:55
قال الحجاج: أتضحك؟
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله
قال الحجاج: اذبحوه
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي !

وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج ، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول : مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات ....!

و يقول هذا الظالم عن نفسه قبل ان يموت ( الحجاج ) : رأيت فى المنام كأن القيامة قامت، و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلنى بكل مسلم قتلته مره ، إلا سعيد بن جبير قتلنى به على الصراط سبعين مره ...!!

كان الإمام أحمد إذا ذكر سعيد بن جبير بكى وقال: والله لقد قتل سعيد بن جبير ، وما أحد على الدنيا من المسلمين إلا وهو بحاجة إلى علمه !!

لمشاهدة الحلقة كاملة مقطع صوتي ومرئي خطباء المستقبل 19/3/2011.
لمشاهدة جميع الحلقات على موقع الطريق إلى الله سلسلة خطباء المستقبل.

تعليقات

  1. مؤثرة للغاية هذه القصة ، ظالم لكنه اوقف الشيعة عند حدهم ، كم نحتاج اليوم الى رجل مثله يجلد الروافض
    قليلا لعلهم يهتدون ، سلامي لك

    ردحذف
  2. لا نقول في الحجاج شيئا بل حسابه عند ربه.
    ابو بكر رضي الله عنه حارب المرتدين ولم يكن ظالما .. عمر بن الخطاب أيضا لم يكن ظالما.

    لا نحتاج ﻷمثال الحجاج بل ﻷمثال عمر بن الخطاب. ثم انظر لنهاية الحجاج ، مات بدعوة عالم من المسلمين. أما عمر بن الخطاب قتل على يد يهودي.

    ردحذف
  3. حسبى الله ونعم الوكيل اللهم ارحمه وارزقنى وجميع المسلمين موتة مثل موتته ولعنة الله على الطاغية الذى يحاول بعض الناس تبرئته وكذلك جعله من الصالحين ورحم الله اشرف واعظم واطهر واقرب مخاوق ونبى اطاء بقدمه على تراب الارض فما اطاءت قدم اجل ولا اعظم من قدمه محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وكل من سار بهديه الى يوم الدين.

    ردحذف

إرسال تعليق