حدد هدفك في الحياة .. مما أعجبني

في احد الأيام قال طفل صغير لعائلته : " أريد أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي ، واعرف أني استطيع ". بعد عدة سنوات ، قال رجل عجوز لعائلته : " كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي ، أتمنى لو حققتها " .

هذه قصة حزينة لان الطفل الصغير والرجل العجوز كانا الشخص نفسه!!

عندما تعيش لتحقيق هدفك ، فإن العالم كله من حولك يتآزر – دون أن تدري – لتحقيق ذلك الهدف لك ، وعندما تنام عن تحقيق هدفك ، فإن العالم كله بتآزر – دون أن تدري – لجعلك تنعم بأحلام هادئة وأنت مستغرق في نومك العميق بينما ينطلق هو لتحقيق أهدافه.


لذا إذا أردت أن تحقق أهدافك فاستيقظ من نومك فورا !! فجميل أن نحلم .. لكن الأجمل أن نستيقظ لتحقيق أحلامنا وأهدافنا.

إن في داخل كل واحد منا عبارة تتردد " أريد أن أكون ...... " هذه العبارة ترسم هدفا كبيرا ثم لا يلبث أن يزول ، فلم لا تتحول أهدافنا إلى واقع ملموس؟!!

إن الهدف لكي يكون ممكن التحقيق ينبغي أن يكون محددا من حيث الحجم والوقت فان الهدف والوقت متلازمان تماما فلا يمكن أن تحقق واحدا دون الأخر.

وليس أدل من ذلك مما وضحه الله تعالى لنا في كتابه الكريم حيث حدد لنا الهدف " دخول الجنة" ثم وضع لنا إطارا زمنيا لا بد أن يتحقق فيه وهو الدنيا فقال تعالى: " وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ" فإذا كان الهدف الأعظم في الحياة هو دخول الجنة لا يتحقق إلا من خلال فترة زمنية محددة فكيف بالأهداف الأخرى.

ولنبدأ بالخطوة العملية الأولي لتحقيق أهدافنا وهي كتابة قائمة الأهداف كلها على ورقة و لا تستهين بأي منها أكتبها جميعا كبيرها وصغيرها ..هينها وصعبها.

والاهم هو ألا تشغل نفسك كثيرا بكيفية تحقيقها فذلك ليس مطلوبا منك في الوقت الحالي ، لأنك إن ركزت عليها فلن تكتب شيئا لأنك ستقيدها بقدرتك على تحقيقها،التي ربما قد لا تكون في الوقت الحالي كافية.

قد تتساءل : لماذا اكتب قائمة بأهدافي الحقيقية؟! إن كتابة الأهداف ستوسع كثيرا من آفاق أفكارك وتوضح لك الرؤية المستقبلية ، لأنك وأنت تكتب أهدافك وتضعها أمامك على الورق رأي العين ستبدأ في رؤية فرص جديدة في الحياة لم تكن تراها من قبل ، وستجد نفسك منجذب لا شعوريا تجاه هذه الفرص ، وستبدأ بتنمية قدراتك لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك وأهدافك.

ولتحقيق أي هدف يجب أن يكون له هذه الشروط السبع :

  1. أن يكون الهدف واضح ليس مائع ولا غامض.
  2. يكون طموح و كبير ويرتبط برضا الله عز وجل.
  3. لا تهاب الصعوبات في الوصول إليه.
  4. وجود خطة عملية ومرحلية للوصول للهدف، كما ذكرنا سابقا خطة مرتبطة بوقت ومحددة به. 
  5. بذل الجهد الحقيقي و أن تسال الله العون على ذلك.
  6. الأمل والتفاؤل يجب أن يكونا رفيقا الطريق. 
  7. الصبر والحلم.

وتأمل معي هذه المقولة المهمة جدا " إنك بمجرد أن تحدد أهدافك تكون قد نبهت نظام التنشيط الشبكي ، حيث يصبح هذا الجزء من المخ مثل المغناطيس ، يعمل على اجتذاب أي معلومة ، وأن ينتهز أي فرصة يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر "

فلتسرع نحو تحديد أهدافك في الحياة ، حتى تتضح معالم الطريق أمامك ولتسير فيه بخطى ثابتة واثقة ، من تأييد الله لك.

فبإمكانك أن تنفع نفسك وأمتك إذا صح منك العزم وصدقت النية.

تعليقات

إرسال تعليق